الخميس، 30 أكتوبر 2008

شخصيات فى حياتى : الشخصيه الرابعه ( الوجه الاخر للعمله )

فى هذه السلسله ، ساتحدث باسم الشخصيه ، و فى النهايه قد اذكر ارتباطى و علاقتى بها او قد لا اذكر لكن فى النهايه هناك شخصيات فى الحياه تستحق الوقوف امامها ، للتساؤل ، و التأمل ، و للتعلم


---------------------------------------------------------------------------------------------


لمن قرأوا معى سيرة شخصية الاسبوع الماضى


تعالوا سوياً ندخل حياة اخرى ، لشخصية اخرى ، لا رابط بينها و بين شخصية كريمه ، الا ، انى اعرفهما


لكن فى الحقيقه تشابهت حياتهما فى وجوه و اختلفت فى اخرى بحيث اصبحت شخصية اليوم بحق
هى الوجه الاخر للعمله


---------------------------------------------------------------------------------------------


اسمى *****


منذ ولادتى و انا احس انى قرة عيني امى ، حبها لى كان غير عادى ، لم تنجب بناتاً غيرى ، كان كل اشقائى من الذكور لذلك اغدقت علي هى و والدى بالحب و الحنان


و زاد اخوتى الذكور من ذلك الشعور لدى ، كنت جوهرتهم الغاليه ، نعم كانوا يخافون على و يتناوبون توصيلى و رعايتى ، و يذكرون فى كل مناسبه ان من يقربنى بسوء ، سيكون ميتاً لا محاله


لكنى ابداً لم اختنق من تلك الحمايه و الرعايه ، بل على عكس كل صديقاتى كنت اتباهى بحماية اخوتى لى ، و باصطحابهم لى فى كل الاماكن


كنت اسمع جميع من حولى يتحدث عن كونى جميله


ذلك الجمال المميز فى مصر ، الشعر الاصفر و العيون الخضراء ، و القوام الذى يشبه قوام ممثلات الزمن الجميل


لكنى كنت لا ارى ذلك الجمال


فى الواقع كت احس باهمية تنمية عقلى اكثر من جمالى غرست امى فى تلك القيم منذ البدايه ، كانت تحرص على مذاكرتى كما تحرص على مذاكرة اخوتى ان لم يكن اكثر ، و لم تركن مثل امهات ذلك الزمن الى الزواج و تنمية المواهب المنزليه للفتاه ،لذا اجتهدت فى الدراسه على قدر استطاعتى ، و رفضت امى كل الخطاب قبل ان ادخل الجامعه و تطمئن الى انى سوف اكمل دراستى للنهايه


و فى اول سنين الدراسه ، تقدم لى ، مهندس ، شاب ، موهوب


لم انظر لوسامته و لا لشكله ، لكن اعجبنى عقله و تفكيره ، و اعجبنى انه استاذننى فقط ثم تقدم لاهلى بعدها مباشرة ، اى انه لم يضع وقتاً


و علمت بعدها لماذا ، لقد كانت اسرته جيراناً لنا فيم سبق ، قبل ان يسافر لاكمال تعليمه فى الخارج ، و كان يعرفنى منذ طفولتى ، بل انه احبنى منذ طفولتى و لم يصدق نفسه حين كبرت طفلته و اصبحت طالبه فى الجامعه


و تحولت ضفيرة الذهب التى كانت على ظهرها ، الى تاج مصفف بعنايه


و تحولت مريلة المدرسه الكاروهات ، الى فستان على احدث الموضات


كانت امى لا تبخل على بشىء ، طالما كان فى حدود الاحترام ، لم يكن الحجاب موجوداً فى مجتمعنا او وسطنا فى ذلك الوقت ، لكن كان الاحتشام دوماً موجوداً ، لم يكن مسموحاً لى بلبس المايوه ، او اظهار ما فوق ركبتى ، او حتى ذراعى ، و فى الواقع كان ذلك يروق لى ، كان لدى حياءً داخلياً يمنعنى من تقليد باقى فتيات مصر الجديده فى طريقة ملبسهن او حتى مشيتهن


و فى السنه الثانيه للجامعه ، تزوجت من حبيبى و خطيبى الذى احبنى فى صمت عمراً كاملاً


و حين جاء و قت الكلام


لم يتكلم


ابداً


بل فعل ، فعل كل ماتتمناه امراه من رجلها


جعلنى ملكه


ليس بالاموال و لا بالهدايا كذلك لم يجلب لى تاجاً من الماس


بل كان هو تاجى ، و ظل كذلك طيلة حياتى ، كنت انظر فى عينيه فافهم ما يريد ليس فقط ما اريد ، بل يفهم احلامى ، و ينفذها


كان يعلم انى اريد ان اعمل ، فوافق على ذلك بكل سرور فور انهائى لدراستى ، بل و تدخل ليدبر لى عملاً كمدرسه للغات فى مدرسه قريبه من منزلى بمصر الجديده


و هناك


فى تلك المدرسه


و جدت نفسى ، و كيانى و حياتى كلها


منذ خطوت بقدمى خطوتى الاولى داخل المدرسه ، ادركت انى خلقت لكى اقوم بهذا


كل صديقاتى كن يتحسرن على انى بكل جمالى و اناقتى و مؤهلاتى الاجتماعيه


اعمل كمدرسه


و فى وسعى ان اعمل بالعلاقات العامه او بوزارة الخارجيه ، او حتى ان اعمل معيده بكليتى بعد ان تخرجت بتقديرات ممتازه


لكنى وجدت فى التدريس ، ما كنت احلم به طيلة حياتى


البناء


كان زوجى مهندسا يبنى العمارات


و ابنى انا العقول


كنت احرص على ان اعلم الفتيات كيف يتكلمن و كيف يتصرفن فى حياتهن ، اكثر من مادتى نفسها


و رزقنى الله بعد وقت قصير بالولد ، طفلى الاول ، بهجة عمرى كله


و عرفت ان للسعادة افاقاً لم احلم بها ابداً


و بعدها بفترة قصيرة ، توفى والدى ،و اورثنى و امى حزناً عارماً ، بالرغم من حبى لزوجى بل و عشقى له ورغم حنان اخوتى على


الا ان موت ابى ، جعلنى احس بان ظهرى انقصم ، كان هو ظهرى و سندى و بفقده ، احسست بالوحده و العالم ملىء من حولى


رحمة الله عليه


و بعدها ، قرر زوجى الحبيب ان تنتقل امى للمعيشه معى ، و بعد جهد طويل ، وافقت امى ، كنت حبيبتها و كانت تعلم انى بعد ان رزقت بولدى الثانى زادت مشاغلى و اصبحت رعاية المنزل و الاولاد و االاهتمام بعملى فى نفس الوقت شبه مستحيل

خاصة بعد ان تنبهت ادارة المدرسه لقدراتى الخاصه فى التعامل مع البنات ، و اصبح يوكل الى معظم امور النشاط المدرسى مثل الاذاعه و الخطابه ، و حفلات نهاية العام

تلك الانشطه التى يسفهها البعض ، لكنها لطالما ساعدت بناتاً يتلعثمن فى الكلام ، على ان يصبحن طليقات اللسان مثل خطيب مفوه

و تعلمن ان يقهرن خجلهن و خوفهن من الفشل ، ليتحولن كالفراشه الجميله التى تخرج من شرنقتها بعد ان كانت مجرد دوده تزحف على الارض

كانت المدرسه هى تلك الشرنقه ، اما تخرج منها الفتاه كالفراشه لتنثر النور و الجمال ، او تخرج منها كما دخلتها ، مجرد كائن يزحف على الارض و يخشى المواجهه و لا يستطيع التحليق

و من المديرين الانجليز لتلك المدرسه العريقه ، تعلمت كيف يكون الحزم مع الحنان و العنايه مع تشجيع الاعتماد على النفس و تمنيت ان استطيع يوماً تطبيق كل ما تعلمت

و بعدها بقليل تغيرت القوانين و رحلت الاداره الانجليزيه و تغير الزمن ، و اصبحت احلامى صعبة التحقيق بسبب نقص الميزانيه و كل تلك الترهات الماديه

و فى ذلك الوقت ، رزقت بابنتى الصغرى ، حبيبتى و قرة عينى ، و عرفت وقتها بالضبط ماذا كان احساس امى بى ، بل و بها هى الاخرى ، فقد كانت امى معى يداً بيد فى كل ما يخص طفلتى الحبيبه

و لمح زوجى تأثرى من تغيرات العمل ، و عدم قدرتى على التعامل مع الاداره الجديده

و ذات ليله ، اخذنى لنسهر مع مجموعه من اصدقائه ، رجال الاعمال ، و لم يكن ذلك من طبعه ، لكنى خرجت معه

و فى تلك السهره علمت مغزى خروجى معه ذلك اليوم

لقد اتفق زوجى الحبيب مع مجموعه من اصدقائه على المساهمه معهم فى تأسيس مدرسه خاصة ، للبنات فقط ، و نشأت الفكره حين علم ان اصدقائه بصدد تأسيس مدرسه ،و تفكيرهم فى الاستفاده من خبرتى فى ادارتها معهم ، لكن حبيبى فكر انى لا يجب ان اعمل عند احد ، ليس بعد الان ، و قرر ان يساهم معهم ، لكى اكون شريكاً و فى نفس الوقت لى حق الاداره

لقد صنع من اجلى الكثير

حقاً ، طيلة حياتنا معاً ، كان دائماً ما يعطى و يعطى ، حتى انه لم يتبرم يوماً من تاخرى فى العمل او قلقى بسبب شأن من شئونه

لكن ما فعله فى ذلك اليوم ، سيبقى اغلى و اكبر ما يمكن ان يفعله زوج محب لزوجته ، لم يكن الامر كمن يكتب لزوجته شقه او عقاراً ، كان امرا ًمختلفاً تماما

كان يغذى عشقى لعملى و يشجعنى عليه بصوره لم اتخيل ان اراها يوماً فى حياتى

و بعد شهور قليله ، انتقلت لمقرى الجديد ، مكتبى كمديره للمدرسه لم تتخط الثلاثين الا بسنوات قليله ، و اولياء الامور و هو يقدمون اوراق بناتهم و يبدون اعتزازهم بى ، كان بعضهم يعرفنى من مدرستى القديمه اذ كنت درست بعض بناتهم او بنات عائلاتهم فى مدرستى القديمه


و فى اول يوم للدراسه ، فوجئت بسياره المانيه بيضاء جديده تنتظرنى اسفل المنزل

استدرت لاصعد درجات السلم مثنى و ثلاثا

لكى اشكر ذلك الملاك الذى اهدانى الله به

زوجى الحبيب ، ابى الا ان اذهب لعملى الجديد بسياره جديده، كانت حتى افضل من سيارته الشخصيه فى ذلك الوقت

و بدأت فى عملى الجديد، و زوجى و امى من خلفى يدفعاننى ، لولاهم لما اصبحت شيئا

كنت انزل فى السادسه و النصف ، لاصل الى المدرسه قبل عاملات النظافه ، و اشرف على نظافة الادوار و الحمامات بنفسى ، و كن يعلمن ذلك ، فكانت مستوى نظافة حمامات المدرسه كفنادق الخمسة نجوم ، حتى لو اشتريت المطهرات و المنظفات من جيبى الخاص
و بعدها اباشر طوابير الصباح بنفسى و استمع الى نشيد بلادى بصوت البنات ، و ان لم يعجبنى حماسهن ، اعيده مرة اخرى ، حتى انهن كن يغنين بحماس من المره الاولى حبا لى
حتى المدرسين ، لم يكن احدهم يتاخر ابدا عن ميعاده ، كيف يفعل ذلك و هو يرى حوله مظاهر الالتزام فى كل ما حوله ، ذاك كان شعارى ، اذا اردت ان يفعل مرؤوسى شيئأ ، على ان اكون انا قدوتهم فيه اولاً

كانت تلك المدرسه كانها منزلى ، هل هناك ربة منزل تهمل فى ركن من اركان بيتها ، كان ذاك هو بيتى

و اظل فيه لا اغادر حتى الساعه الخامسه او السادسه ، بعد انهاء المشاكل المعلقه و الامور الاداريه

اعترف انى خسرت الكثير

و لكنى ايضاً كسبت الكثير

خسرت لحظات سعاده سحريه وسط ابنائى و هم يكبرون و اصوات ضحكاتهم الجميله التى كانت يمكن ان تملأ ليلى و نهارى

لكنى كسبت الاف البنات اللاتى ربيتهن منذ الحضانه حتى تخرجهن من مدرستى ، فتيات محترمات ، يعرفن معنى المسئوليه ، و اثمرت شجرة تلميذاتى امهات صالحات و فوق ذلك ايضاً

هذه مذيعه و تلك صحفيه ، و اخرى مهندسه تعمل مع زوجى فى مكتبه ، و رابعه مدرسه عادت للعمل معى فى نفس المكان الذى تربت فيه

و خلال سته او سبعه سنوات كانت المدرسه قد نجحت نجاحاً ساحقاً ، و تم افتتاح العديد من الافرع

و انتقلت بتلميذاتى لفرع جديد مجهز باحدث التجهيزات ، كما التحق ابنى الاكبر بالجامعه ، فى امريكا ، كما اراد له والده ،كم كان فراقه و سفره صعبا ًعلينا و هو الذى اصبح من يراه الى جوارى يظننى اخته كما كان يحلو له ان يداعبنى بقوله

و بدلا من ان يدللنى زوجى و اخوتى فقط ، اصبح ابنائى هم الاخرون يدللوننى كما لو كنت ابنتهم لا امهم ، اذ كانت امى ادامها الله هى امنا الحقيقيه جميعاً

كما كبرت ابنتى هى الاخرى و اصبحت صديقتى العزيزه ، كم اردت ان اخرج معها كثيراً كما كانت تتمنى ، لكن ظروف العمل غالباً ما كانت تمنعنى من تحقيق كل ما كنت اتمناه

و فى نهاية ذلك العام الدراسى ، كانت حفلة المدرسه اروع الحفلات قاطبة ، حتى انى احضرت ديكورات المسرحيه من منزلى الخاص ، صالون منزلى و ستائر و غيرها ، لاعطى مصداقيه لما يحدث على المسرح

و استعنت بمدرسينى لتاليف نشيد خاص بالمدرسه له لحن خاص يخطف القلوب و يثير الحماس

بالعلم سنبنى الاوطان

و نباهى فى كل مكان

و حضر المحافظ والوزير الحفل ، و صعدت لالقى كلمة الترحيب على المسرح و زوجى هناك و امى ترمقنى بحب

و ذلك الطاقم الذى احضره زوجى الحبيب من باريس خصيصاً يثير اعجاب و غيرة الحاضرات

و ما ان انتهيت من كلمتى

حتى فوجئت انى لست على مايرام و على وشك السقوط

تحاملت على نفسى حتى عدت لمنزلى و اتى زوجى الذى افزعه ما حدث بالطبيب

و بعد الفحص الاولى

قرر انى يجب ان ادخل الى المستشفى لاجراء المزيد من الفحوص

صرخت بانى لا استطيع ، لانى لا املك وقتاً ،كيف اترك عملى فى ذلك الوقت الحساس

و لكنى بعد ان زادت الالام على

رضخت و دخلت المستشفى

و لن اطيل

اسوا مخاوف اى سيده

السرطان

لن انكر انى خفت ، لكنى حين رايت الهلع فى عينى امى و عينى زوجى الغاليان ، تماسكت و رسمت بسمة على شفتى ، و قررت اجراء عملية الاستئصال باسرع ما يمكن ، و انا اقنع نفسى انى لا استئصل انوثتى ، بل استئصل المرض

و بعده ساعود كما كنت

و اصر زوجى ان اسافر لامريكا حيث يدرس ابننا لكى اجرى الجراحه هناك

اغلق مكتبه و ترك كل شىء ، و سافر معى

و هناك ، ادركت ان المرض ليس شراً كله

لقد اقتربت منه و اقترب منى كما لم يحدث من قبل

حقا لقد ضاع عمر كامل فى العمل و الكد ، سواء كنت انا او هو

و نسينا كنزا ًمخبأ فى الاعماق

كنز حبنا لبعضنا البعض



و اجريت الجراحه التى تبعها تاهيل نفسى لكى تتقبل المراه ما حدث ، و لكى تعرف ما هو أت

و اه مما هو أت

العلاج الاشعاعى و الكيميائى

لم اكن اصدق ان شعرى الذهبى الجميل ، اصبح يتساقط كما لو كان بغير جذور ، و ان لون جلدى و وجهى اصبح مختلفاً و كل ذلك فى شهرين فقط

و داومت على العلاج ، و المسح الذرى لمدة ثلاثة اعوام

حاولوا خلالها اثنائى عن العوده للعمل

لكن حين لمح زوجى تهدمى و اكتئابى ، وافق على عودتى لمدرستى

و كان يوم عودتى يوم عيد

صحيح كنت ارتدى باروكه على راسى و اصابنى الهزال ، حيث كنت اتمتع بالرشاقه طوال حياتى ، لكن بعد المرضه ، تحولت الرشاقه الى هزال شديد

لكن ويا للعجب

كان من يرانى صباحاً اصحو من سريرى ، لا يتخيل ان هذا النهار سوف يمضى و انا حيه

لكنى بمجرد ارتداء ملابسى و حضور سائقى حيث اصبحت لا اقوى على القياده

تدب فى الحياه و تعود الى الروح ، كما لو كنت شابه فى العشرينات ، و اقوم بعملى بكل طاقتى ، صحيح لم اعد كما كنت تماماً

لكنى عدت

و احمد الله انى عدت ، حيث احسست وقتها بحب الناس ، انه كنز

المدرسين و العاملين و حتى اولياء الامور ، كانوا ياتون الى مكتبى فقط لتحيتى و السؤال عن صحتى

كم هى كثيرة نعمك يا الله

و طلبت الى زوجى ان نذهب للحج ، سوياً

و هناك فى بيت الله ، اقتربت اكثر ، و احسست بحكمته اكثر ، وبان رحمته سبقت عذابه ، و بانه هو صاحب الحكمة العليا فى كل ما يحدث لى

ارتديت الحجاب ، عن اقتناع ، لم ارض ان البسه بعدما فقدت شعرى ، حتى لا احس انى اضطررت اليه اضطراراً ، بل ارتديته بعد ان عاد شعرى لطبيعته تقريباً ، و اخترت بارادتى ان اغطيه

كم كانت سعادة ابنائى بعودتى من الحج و خاصة ابنتى التى كانت سبقتنى الى الحجاب ، هداها الله و يسر لها طريقها

و بعدها بشهور ، خطب ابنى الغالى ، و حضرت خطوبته و انا احس لاول مره باحساس ام العريس ، كم هو لذيذ هذا الاحساس ، هذا الرجل الصغير لى ، و ستشاركنى فيه اخرى ، لكنى فى قمة سعادتى بذلك

و لكن

بعدها بشهور قليله ، بدات اعراض المرض تعاودنى مرة اخرى

و سافرت للولايات المتحده ثانية

و حين عدنا دون ان نجرى اى عمليات

و حين لمحت دموعاً فى عيون كل من حولى

ادركت ان مرضى اصبح ميئوساً منه

و انها اصبحت مسألة ايام او شهور على اكثر تقدير

لم اجزع و لم اهلع ، حتى لا ازيد من هم زوجى و امى

و حين كانت ابنتى تبكى بين يدى قبل نزولها لمدرستها ، كنت اطمئنها قائلة ، ما تخافيش ، مش النهارده ، ان شاء الله حاترجعى تلاقينى يا حبيبتى



و كل يوم كنت انظر خلفى الى تلك الحياه التى عشتها

حياة مليئه ، كم مره يدق الهاتف ليسال عنى الناس ، لم اعد احصى

كم صحبة ورد وصلت الى منزلى

كم مره كنت مع ابنتى فى احد المطاعم او المحلات و توقف اناس للسلام علي و تمنى الشفاء و الصحه لى

و قربتنى تلك الفتره اكثر من الله

و من ابنتى الحبيبه ، التى تمنيت ان اعوضها فى شهور عن بعدى عنها سنوات و سنوات

و كم سعدت حين قرات فى مذكراتها الشخصيه التى اعطتنى اياها ،حين عرفت انها عاشت عمرها كله

فخورة بى

و سعيده بانى امها

و انها لو اعطيت الاختيار ، ما اختارت اماً غيرى

يارب ، اجعل كل دعوة من قلب ام او اب ساهمت فى تربية و تعليم بناته ، اجعلها من نصيب ابنائى ، و امنحها السعاده

و امنح زوجى الصبر
انك انت القائل : الذين خافوا لو تركوا خلفهم ذريةً ضعافاً ، فليتقوا الله

اما امى

فانك انت قدرت ذلك على و عليها

و انت كفيل بها من بعدى

------------------------------------------------------------------------------------------

كالعاده ساكمل الحكايه

لقد قلت انها الوجه الاخر لشخصية الاسبوع الماضى

يعلم الله كم احببت هذه السيده الجميله قلبا و قالبا
احببتها منذ ان رايتها
منذ ان قالت لى انى خلقت لكى اكون مدرسه برغم شهادة الهندسه التى احملها
و منذ قبلت بى وانا لم امسك يوماً باصبع طباشير ، و لقد نظرت الى
و رأتنى
كما رأيتها و احسستها
رحمة الله عليها ، كان يوم موتها يوماً حزيناً لكل من فى المدرسه
بل لكل من فى الحى
و اقمنا صلاة على روحها اشتركت فيها كل طالبات المدرسه و مدرسيها و كانت جنازتها مشهوده من الجميع
و الى الان
لازلنا نذكرها بكل الحب و العرفان ، مدرسيها و كل من تتلمذ على يديها كبيراً كان او صغيراً
كانت اماً للجميع رحمها الله و اسكنها فسيح جناته

و بعد مرور سنين على وفاتها لا زلت كلما سمعت النشيد الذى تم تاليفه للمدرسه فى عهدها ، ، تملا الدموع عيناى و ادعو لها بالرحمه
كم هو جميل ان يمضى الانسان بعد ان يترك اثراً
كم هو جميل ان نقضى حياة عميقة ، مهما كان طولها
المهم تاثيرها و ما نخلفه بعدنا فيها
نرجو الله الا يقطع ذكرنا بعد وفاتنا


2 التعليقات:

غير معرف يقول...

الست دي ربنا كرمها ما شاءالله لا قوة الا بالله
في ناس بتعيش سنين وزي ما عاشوا زي ما اماتوا
محدش افتكرهم
على راي استاذ عمرو خالد
فلان اتولد
عاش
مات
بس
ربنا يكرمك
في انتاظر الشخصية القادمة

Rosie يقول...

أعتقد انا عرفت حضرتك بتكلمى على مين...لو كانت هى من اعتقد ..فانا بالرغم أنى مالحقتهاش أوى الا إن كل اللى عرفها كان بيتكلم عنها بحب كبير أوى و ده أكبر دليل على نجاحها و ده فى حد ذاته نجاح" ّحب الناس"...رحمها الله و أثابها على ما فعلته..

Template by:

Free Blog Templates