الخميس، 23 أكتوبر 2008

شخصيات فى حياتى - 3

فى هذه السلسله ، ساتحدث باسم الشخصيه ، و فى النهايه قد اذكر ارتباطى و علاقتى بها او قد لا اذكر لكن فى النهايه هناك شخصيات فى الحياه تستحق الوقوف امامها ، للتساؤل ، و التأمل ، و للتعلم
---------------------------------------------------------------------------------------------
اسمى كريمه
ولدت لابوين حانيين و كان ترتيبى الوسطى بين اخوتى دائماً ما يشعر الطفل الاوسط بشىء ما ينقصه الاول مميز لكونه الاكبر ، و الاخير لكونه اخر العنقود لذلك نشأت و انا احس بعدم التميز فى اى شىء ، مثل الماء لا طعم لى و لا رائحه ، حتى جمالى كان عادياً ، بالاضافه الى انف كنت اراه كبيراً و يبتلع معظم وجهى ، رغم ان من حولى ظلوا يؤكدون لى انه مناسب ، الا انى لم اقتنع ، كنت اراه ابشع ما فى ، لكنى بعد ان وصلت سن الخامسة عشر ، بدأت معالم جمالى فى الظهور و بدأت اسمع اطراءات صديقاتى لقوامى و عيناى
و خراط البنات خرطنى كما يقولون و نسيت مؤقتاً مشكلة انفى
كانت امى امراة عامله و كذلك كان والدى ، لذلك كنت اقضى معظم وقتى وحيده ، و سط اخوة صبيان اكبر و اصغر منى ، لطالما تحكموا فى و فى تصرفاتى ، و كانت اختى الصغرى تصغرنى بكثير ، لذلك لم اتواصل معها كصديقه ، بل كنت دائماً من اصدر اليها الاوامر
مرت السنوات حتى انهيت دراستى الثانويه ، و بدأت المصادمات بينى و بين اسرتى ، اذ كان لابد لى من السفر لالتحق بالجامعه خارج محافظتى ، اذ انه فى ذلك الوقت لم تكن جميع الكليات متوافره بجامعة الاقليم الذى اسكنه
و اخترت الالتحاق بكلية البنات ، فى الواقع لم اختر ، لقد فرض علي ذلك ، لان الاقامه فيها كانت داخليه ، كما انها كانت للبنات فقط و ذلك كان شرط والدى و اخوتى فى الكليه المناسبه لى فكانى انتقلت من المدرسه الى مدرسه اخرى اكبر
و لكنها كانت القاهره ، هناك تعلمت ان اصبغ شفتاى لاول مره ، و ان اغير لون شعرى ، الذى كان اشقائى يجبرونى على ان اغطيه بايشارب ، كنت اخلعه بمجرد ان اتوارى عن انظارهم لكان وقتها الحجاب نادراً و يصم صاحبته بانها فلاحه ، وليست انسانه متدينه ، كما ان نظرات الشباب التى بدأت تلاحقنى ، كانت تغرينى اكثر بالاهتمام بجمالى الظاهرى
و مرت سنوات الجامعه ، بحلوها و مرها ، و و مصادماتى المتعدده مع اخوتى بشأن خروجى و دخولى و ارتدائى الحجاب الذى كان كريهاً الى نفسى فى ذلك الوقت ، سامحنى الله
و فى السنه الاخيره من الكليه ، قابلته ، شاب من نفس محافظتى ، كان مشهوراً بانه دون جوان البلده ، وسيم و انيق الى ابعد الحدود ، و كانت مغامراته النسائيه معروفه للجميع ، لكنه كان يتعامل معى بمنتهى الاحترام
كان يعلم كل شىء عن عائلتى الكبيره و عن اخلاقهم و تدينهم ، لذلك اعلن لى من البدايه انه يريد خطبتى ، و ليس التسليه ، لانه قد مل من التسالى على حد قوله
و فى احد لقاءاتنا بحديقه عامه بالقاهره ، و جدت نظراته تتعلق بذلك الانف الذى اكرهه لم اتردد
، خضعت لجراحه تجميل فى انفى ، كلفتنى الكثير ، و لم تعلم بها غير امى ، لكنى بعدها احسست انى انسانه جديده ، و سعدت بانفى الجديد و حجمه الصغير ، و لاحظ فريد ما حدث ، و كان ذاك اسم حبيبى ، و لم يعلق
كان اكثر خبرة و ذوقاً من ان يعلق على امر كهذا
و تقدم لى رسمياً بعد ان انهيت دراستى و ساعتها و قعت الواقعه رفضه ابى و اخوتى بلا مناقشه ، كيف يوافقون على من طبقت سمعته السيئه الافاق ، و هم الذين يحرصون على اداء جميع الفروض بالمسجد و والدى حافظ كتاب الله
لم تقف معى غير امى ، كانت تحس انى احبه ، و كانت تريد التخلص من تمردى و عنادى باى شكل ، اذى انى طالما ارهقتها بطلباتى و اصرارى طوال عمرى
و جاءت كلمة ابى باتره كالسيف
لن تتزوجيه
و سقطت مريضه و كنت طوال حياتى ضعيفه و نحيفة القوام ، و زادنى المرض هزالاً و ضعفاً و استمرت محاولات امى لاقناع ابى ، الذى كان برغم تدينه الشديد ، انساناً متفتحاً
بعد ان لمس حبى الشديد لفريد ، و كذلك نية فريد فى التغير ، اذ سافر لاداء العمره
لان قليلاً ، ثم وافق على مضض ان يضع يده فى يد فريد و عقد والدى قرانى ، و بعدها بفتره قليله رحل عن الحياه ، رحمه الله ،
تاركاً خلفه حب و احترام و سيره طيبه يتبادلها كل من عرفه
و لم تصر امى على مرور عام كامل على وفاته كى يتم الزفاف ، بل قررت ان خير البر عاجله ، و ان كانت مراسم الزواج قد خلت من الموسيقى و الغناء و اقتصرت على حفل بسيط ارتديت فيه فستاناً لم تره بلدتى من قبل ، استوحيته من احد الافلام الاجنبيه ، و لم ارتد طرحه ، فقط شابو ابيض كبير و صار بعدها موضه فى الافراح لفتره ، و ذلك القفاز الطويل الذى يصل الى ما فوق الكوعين اجمع كل من رانى ، و اولهم فريد انى كنت ابدو كاميره من اميرات الاسره المالكه الانجليزيه و كان ذلك اجمل يوم فى حياتى
بعد الزفاف بايام ، ارتديت ملابس التنس ، و حملت مضربى ، و قررت ان انزل للتدريب فى النادى
كنت احلم بتعويض كل ما فاتنى من متع ، بسبب تشدد اخوتى و كنت اتخيل ان الزواج ، ماهو الا عشاء رومانسى على ضوء الشموع و رقص هادىء و رياضه اسبوعيه
كان رد فعل فؤاد رهيباً ، و تصاعدت بيننا المناقشه ، حتى فوجئت به يستدعى اخوتى ، و يشهدهم على
طبعا وقفوا فى صفه ، منذ متى كانت سيدة فى اسرتى تحمل مضربها و تنزل للعب التنس ؟
خاصة انى لم اقوم بطهى وجبه واحده فى المنزل منذ زواجنا و لا حتى بذلت مجهوداً فى التنظيف ، حيث كانت اسرتى تتولى ذلك تماشياً مع التقاليد الخاصه بالعروس الجديده
و كأن فريد كان يرسم خطاً لحياتنا فيم بعد
لم يحدث بعدها اى خلاف قط ، الا قام او قمت انا باستدعاء اخوتى ، كنت دائماً ما افعل حينما يخطىء هو و كانت تلك اكبر غلطه فى حياتى لقد كنت اوغر صدرهم من ناحيته ، و اشكوه لهم ، كنوع من الانتقام لاول مره قام فيها بالاستعانه بهم
لدرجة انهم ذات مره هموا بضربه حينما علموا انه مد يده على فى خلاف عابر
و اورثهم ذلك الكراهيه المتبادله ما بقى لنا من عمر و بعدها توفرت لزوجى فرصه العمل فى احد الدول العربيه ، و سافرنا بالفعل و هناك قاسيت الامرين ، لم تكن الحياه سهله و المساكن مكيفه كما هى الان كانت الدول العربيه اقرب الى البداوه ، و كل ما يميزها هو كبر الدخل ، بدون اى رفاهيات او متع فى الحياه و هناك تغير كل شىء ، ذاب جمالى و زاد وزنى خاصة بعد انجابى لعدد من الاطفال و لم تنتهى خلافاتى مع زوجى ، لكنها قلت لاننا لم نجد من نلجأ له هناك
و فى تربيتى لاولادى ، اخطأت الخطأ الثانى ، جعلتهم دائماً يعتمدون على و على ارائى و يسفهون اراء ابيهم و يحقرونها و عندما يمنعهم عن شىء كنت دائماً ما احضره لهم ، كان يعتقد انى اغيظه ، لكنى ابداً لم اقصد ذلك ، كل ما قصدته ان اعطى بناتى كل الحريه التى حرمت منها ، كل الملابس الجميله التى تاقت نفسى اليها لكن امى كانت تمنعنى بدافع الحشمه و الحفاظ على جسدى ، لكنى كنت ارى ذلك كله حرماناً لى من التمتع بشبابى رغم انى حججت بيت الله و تحجبت عن اقتناع تلك المره ، لكن عندما كان الامر يختص بالبنات ، كنت اغض الطرف و اتركهن يفعلن ما يشأن ، بحجة انهن لا زلن اطفالا بل انى كنت امنع اخواتهن الصبيان من التدخل باى شكل فى ملابسهن او خروجهن و دخولهن ، حتى بعدما كبرت البنات و عدنا لمصر استمريت فى ذلك و كانت كلمتى المفضله هى : لما اموت ابقوا اتحكموا فيهم زى ما انتم عايزين ظللت اميز البنات عن الاولاد ، و امنحهم كل الحقوق التى طالما حرمت منها ، حتى انى ذهبت باحداهن الى الكوافير لتغير لون شعرها و هى فى الصف السادس الابتدائى لم تزل ، فقط لاحقق رغبه دفينه طالما حلمت بها كنت اظن انى بذلك اضمن تماماً سعادتهن و حبهن الشديد لى ، و استمرت الحياه بهن بتلك الطريقه ، و كذلك بالاولاد
و كانوا جميعاً من المتواضعين دراسياً ، لكنى كنت اعزو ذلك لان المدرسين يتقصدوهم ، او لان الامتحانات صعبه ، لم اتصور ابداً ان يكون ابنائى من الاغبياء ، كيف ذلك ؟ لقد كانوا فى منتهى الذكاء و الالمعيه ، هذا ما كانت تراه عيناى دائماً
حتى لو حدث خلاف طفولى عادى بين احد من اولادى و طفل من اطفال العائله ، كان دائماً اولادى غير مخطئين ، مهما فعلوا ، كنت اصدقهم دائماً و اكذب كل من ينالهم باقل كلمه ، و كذلك كانت امى و اختى الصغرى التى لم تتزوج بعد ، كنا كلنا نشترك فى التدليل و العطف كنا جميعاً فى خدمتهم ، و عندما اردن تعلم الباليه و التنس و غيرها ، كنت اقوم راضيه بتوصيلهن و متابعتهن تلك هى التربيه التى كنت اتمناها لهن ، مدارس لغات ، ملابس على احدث الموضات ، و كذلك تعليم للباليه و السباحه
لم اهتم ابداً بتنمية عقولهن ، لم الق بالاً الى ان احداهن لم تقرا كتابا فى حياتها و فى خضم رحلتى هذه ، فوجئت بالام و ورم فى صدرى ، و بدون الخوض فى التفاصيل بعد التحاليل و الاشعات ، تقرر استئصاله ، اذ قرر الطبيب انى اصبت بالمرض الخبيث ، و انه فى اول مراحله و لن اطيل عليكم ، مرت سنوات من العذاب ، تاره العلاج الكيميائى ، و تاره الاشعاعى ، للقضاء على اى بقايا للمرض ، بالاضافه الى اجراء الاشعات و التحاليل الدوريه للتاكد من خلوى من المرض
و مرت سنتان ، لم اتعاف فيهما ، و ظللت عليله معظم الوقت ، و لم اجد من يقف الا جانبى الا فريد كان الابناء مشغولون عنى بالاصدقاء و التمارين و الشوبنج و اخر همومهم الدراسه
لقد رسب ابنى الاكبر فى الثانويه العامه اكثر من مره ، و مع ذلك التمست له العذر ، قلت ان مرضى و علاجى هو ما جعله يهمل مذاكرته و بشق الانفس نجح فى السنه الثالثه للثانويه و التحق بالجامعه
اما البنات ، فحدث ولا حرج ، لم يخل عام من الملاحق و الدروس
و مع ذلك ، لم اهتم ، كل ما كان يهمنى هى سعادتهن ، خاصة بعد ان اصبحت احس انى ساتركهن قريباً لا محاله رغم ان الطبيب كان لا يفتأ يطمئننى ، الا انى ظللت احس باقتراب الموت منى فى كل لحظه و لذلك عندما كان احد اشقائى يعلق على ملابس احدى بناتى او ينصحها ، كنت اثور و اقول انى لازلت حيه ، و حتى بعد موتى لن اسمح ان يمسهن احد
و قد تتساءلون عن بناتى ، و ماذا كن يفعلن من اجلى و انا فى مرضى
لا شىء ، لم تناولنى احداهن حتى كوباً من الماء ، و لم اطلب ابداً ، كنت افضل ان اتعب نفسى على ان اتعب واحدة منهن
و وقعت الواقعه التى كنت اخشاها
ضربنى المرض اللعين مرة اخرى ، و هذه المره فى الرئتين
لا شفاء و لا خلاص
هكذا رايت فى عينى الطبيب ، حتى عندما اوصانى احد الاطباء بالسفر للخارج لم اجد حماساً من احد من الابناء الذين اضعت عمرى لاسعادهم بل على العكس ، احسست انهم يخشون على انفاق المال بلا طائل و حاولت فى تلك الايام ان اقرب المسافات بين زوجى و اولادى ، اى ان اصلح ما افسدته بيدى ، لكن بدون طائل كانوا يعاملون اباءهم اسوأ معامله ، و لم يكن هو بافضل من ذلك معهم ، كان يرى انهن لا يستحقون حبه و حنانه ، لقلة احترامهم له و معاملته كانه غريب و عدم اعطاؤه الحق فى الادلاء برايه فى اى موضوع بل انهم كانوا يحترمون اخوالهم اكثر ما يحترمونه ، لكنى ، سامحنى الله ، بعد ما اعلنت لاخوتى انى لا اريد لاى منهم التدخل فى تربيتهم
انفتوا جميعا من عقالهم ، و اصبح كل منهم على هواه يفعل ما يريد و قتما يريد لكن ، من يهتم ؟ لقد كان مرضى وصل الى مراحله الاخيره ، و جاءت والدتى للاقامه معى ، و خدمتى ، و اصبحت تدارى عنى كل ما تحس انه من الممكن ان يضايقنى او يحزننى ثم زادت الطين بله بملازمتى المستشفى بعدها ، اسابيع طويله فى غرفة العنايه المركزه ، هناك ، كنت انظر حولى كل يوم ، فاجد زملاءى فى الاسره المجاوره ، ينتقلون منها الى القبر و انتظر دورى و كل ما يخفف عنى ، هى زيارات اخوتى الطويله ، و عائلاتهم ، و كذلك زوجى الذى كان يغير لى ملابسى و حفاضاتى بعد ان عجزت ان اذهب الى الحمام اما ابنائى ، فكان كل منهم فى واد ، ياتون لرؤيتى دقائق معدوده ، ثم ينصرف كل الى مأربه ، كانهم ادوا واجباً ثقيلاً و هناك ، فى تلك الليالى الطويله التى كانت تداهمنى فيها الكوابيس
عرفت
عرفت انى اخطأت ، و انى تركت لابنائى ميراثاً من الكراهيه
كنت اظن انى حبى لهم يغنيهم عن كل من فى الارض
و ماذا سيحدث عندما اغادر انا تلك الارض
كنت احلم ان ارى كل منهم يوم عرسه و ان احضر تخرجهم من الجامعه
و الان اعلم انى لن استطيع ، ابداً لن يحدث ان ارى احدى بناتى فى فستان الزفاف
ابداً لن ارى احد اولادى يرتدى روب التخرج او اعد له افطاره فى يوم عمله الاول
ابداً لن احمل احفادى لكن كل ذلك كان يتضاءل حين اتصور نوع المستقبل المظلم الذى ينتظرهم ، من سيطيعون ، و الى من سيلجأون لقد حاولت اصلاح الخطا مراراً ، لكن بعد فوات الاوان ، بعد ان خرجت الامور عن سيطرتى حتى انى اصبحت افضل ان اذهب فى هدوء ، دون ان ارى ما سيحدث من عواقب و فريد لقد ظل على اخلاصه لى طوال حياتنا معاً ، لم يحدث ما حذرنى منه معظم معارفى ، بانه لن يتغير و سيظل على علاقاته النسائيه المتعدده ، لم يحدث ان خاننى و لو مره واحده ، و حتى عندما طال مرضى لسنوات ، لم يتخل عنى و لم يهجرنى او يتزوج كما يصنع معظم الرجال
احسست انى اضعت عمرى و لم اعرف من اقرب لى مودة من الاخر زوجى ام ابنائى ، و احسست انى ظلمته بان همشت دوره فى حياة ابنائه ، و بانى كنت دائمة التهديد له باهلى و اخوتى ، و بانى و بانى
لكن هيهات ، فات وقت الندم ، كل ما ادعو به الان ، ان يتقبلنى الله عنده ، و ان يكون مرضى و الامى كفاره لكل سيئاتى ، و ان يتذكرنى اولادى يوماً ، و لو بعد حين ، و يدعون لى بالرحمه

----------------------------------------------------------------------------------------------
كالعاده لم تكتب الراويه نهاية قصتها توفيت السيده كريمه بعد دخولها العنايه المركزه بشهرين ، و لم تكن تخطت الاربعين من عمرها ، و كانت قد طلبت ان تذهب الى منزلها قبل وفاتها بيوم واحد ، و وافق الطبيب ، الذى كان يعلم انه لا امل ، و جل ما يستطيعه اهلها الان ، هو ان ينفذون لها ما ارادت
و فى الصباح التالى ، و كان صباح الجمعه ذهب زوجها و اخوتها لاداء صلاة الجمعه ، و ظلت هى تنازع و تكلم اشخاصاً غير موجودين ، تطلب اليهم الانتظار قليلاً
و لاحظت سيدات العائله ذلك و بدأن فى البكاء
لكن و يا للعجب ، تم لها ما ارادت
اذ فاضت روحها بعد دخول اخوتها و زوجها بدقائق ، و بعد ان لقنوها الشهاده رحمها الله اما عن ابناءها فكان الذى يراهم يوم وفاتها ، يظنهم احد اقاربها البعيدين ، بسبب تبلد مشاعرهم و تصلدها و لم يرهم احد يذرفون دمعة على والدتهم او يرتدون السواد ، بحجه انها رحمها الله كانت تكره ان يرتدوا الاسود او ان يصيبهم الحزن و مرت سنوات تفرق خلالها كل منهم فى طريق ، سافر من سافر الى الخارج ، و انتقل من انتقل من المنزل تاركين اباهم وحده بحجة الدراسه او العمل فبالرغم من نيته للزواج اكثر من مره ، الا انه كان دائماً يتراجع فى اللحظه الاخيره
المثير للدهشه ان احداً من الابناء لم يتزوج لا الاولاد ، ولا البنات ، رغم تخطي بعضهم للثلاثين ، و بعضهم ما زال يدرس بالجامعه برغم تقدمهم فى السن بسبب الرسوب المتكرر ، اختار كل منهم ان يمضى حياته بالطريقه التى تروق له بدون مسئوليات من اى نوع ، و برغم محاولة اقارب الام استمالتهم او اعادتهم لحظيرة الاب مره اخرى الا ان كل المحاولات باءت بالفشل
كيف تلغى فى ايام تراثاً راسخاً داخلهم لسنوات ؟
كل ما احلم به و يحلم به كل من عرفها ، ان يثوب الابناء الى رشدهم ، و يترحمون على امهم التى كانت تريد لهم كل السعاده لكنها اخطات الطريق لذلك ، و يتذكرون اباهم العجوز و يطلبون من السماح ، قبل ان يصبح الوقت متاخراً جداً

4 التعليقات:

Randa El-Adawy يقول...

بجد لو هوصف احساسى دلوقتى هكون بكدب او هنقل صورة اقل من اللى انا حساه

خير الامور الوسط
ومن البداية كان فى تشدد مفرظ و بعده كان فى تسيب مفرط
وللاسف نقطة الادراك لدا مبتلاحظش غير بعد فوات الاوان

رحمها الله

غير معرف يقول...

شكرا راندا
و فعلا الواحد لما بتكون دى حياته ممكن ما يحسش انه بيعمل غلط او صح
لكن لما يتفرج عليها من بره زى شريط سينما
ساعتها بس
بيعرف اد ايه الانسان ده غلط او ظلم نفسه
ربنا يرحمنا جميعا

غير معرف يقول...

حبيبتي ماني
طبعا انا عارفة انت بتتكلمي على مين
وكتتييير جدا كنت ابقى عاوزة اعرف الاسرة دي فين دلوقتي
وبجد
قلبي وجعني
احيانا بيحصل امور من الاب لا تعجب الام
لكن فعلا
العتاب ما يكنش اما الاولاد
ولا يجوز للاب او للاب ام يسفه الاخر امام ابناؤهم
حتى لا يستغلوا المواقف لصالحهم
لان الابناء
انانيين عادة
يهمهم فقط
مصلحتهم
وسعادتهم كما يتصورونها
للاسف
وانا بتكلم عن خبرة
ولاني كنت ابنة ولا زلت
الواحد بيحب دايما يطوع المواقف لصالحه
لذا يجب ان يتحد الاب والام على امر واحد
وهو ان مصلحة الابناء
قبل اي خلاف
حتى في حالات الانفصال
فما بالنا في في ما عدا ذلك
ربنا يهديهم
يا رب
ولاد وبنات

Rosie يقول...

القصة دى كلها عبر..و انا باعتقد ان بداية الموضوع عائلة السيدة التى كانت تفرق بشدة فى المعاملة بين الابناء ،فنشات السيدة و هى تريد ان تعطى لبناتها كل ما حرمت منه..و كثير يفعلوا هذا و هو ليس بشىء سىء و لكن المشكلة انها أخطات فى تصرففاتها..كان يكفى العدل و ليس التمييز..الثقافة و الرفاهية فى آن واحد...
رحمها الله و هدى أولادها..و أعتقد أن اولادها يجب ان يقراوا ما كتبتيه عنها لعله يكون سبب فى تغيرهم...

Template by:

Free Blog Templates