الاثنين، 6 أكتوبر 2008

شخصيات فى حياتى

فى هذه السلسله ، ساتحدث باسم الشخصيه ، و فى النهايه قد اذكر ارتباطى و علاقتى بها او قد لا اذكر
لكن فى النهايه هناك شخصيات فى الحياه تستحق الوقوف امامها ، للتساؤل ، و التأمل ، و للتعلم
---------------------------------------------------------------------------------------------
اسمى عاشه ، لكن لم يدعنى احدهم يوماً بهذا الاسم ، اذ انه بالعاميه المصريه عيشه ، و كان ذلك اسمى بين الناس
عيشه

ولدت لاجد نفسى وحيدة ابوى ، و كان ذلك نادراً فى الثلاثينات حين ولدت حيث كان لكل اسره من اسر الجيران خمسة اطفال على الاقل
لكنى تغلبت على ذلك بصداقات عديده مع البنات فى المدرسه و فى المعهد بعد ذلك
حين كنت فى الثانية عشرة حصل لى حادث زلزنى و اثر على حياتى للابد
كنت عائدة الى منزلى سيرا على الاقدام ، و كان ذلك ميعاد اغلاق كوبرى المشاه المتحرك حتى تمر القوارب من النهر الكبير الذى يخترق البلده
تراجعت صديقاتى الى الوراء ، لكنى لم افعل
اقدارى سمرتنى فى مكانى حتى اشاهد القوارب
و بدا الكوبرى فى التحرك ليتم اغلاقه
و بدأ صرير التروس يدوى ، غطى ذلك الصرير على صوت صراخى
لقد كنت اقف عند مفصلة الكوبرى التى تغلق بالضبط
و اغلقت على ...............
قدماى
الم فظيع و نافورة دماء متفجره انبثقت من قدماى
اغمى على و لم افق الا بعدها بساعات طوال

عرفت و ليتنى لم اعرف ان احدى قدمى تم استئصالها حتى الكعب ، و الاخرى راحت اصابعها و بقى لى بقية قدمى
لاحيا مشوهه طوال حياتى

لكن كل الامى و احزانى لم تكن لتساوى شيئاً الى جانب انهيار امى و ابى التام
لكن كنت كل ما لديهما فى هذه الحياه ، ولدت صغيرة الحجم و مريضه
لكن مع الايام اشتد عودى و حمدا ربهما على انى معهما
و الان يحدث ذلك ، اعيش مشوهه ما بقى لى من عمر

اضطررت بعد ذلك للتعامل مع صانع احذيه معين ، كان يصنع لى حذاءً ذى رقبه طويله حتى لا يخرج من قدمى التى اصبحت عباره عن كعب فقط ، غير عرج خفيف فى مشيتى

واصلت دراستى بنجاح كبير ، مما اهلنى بعدها للالتحاق بمعهد للحكيمات
ما هى الحكيمه ؟
قد لا يعرفها جيل هذه الايام
ليست ممرضه بل ارقى ، و ليست طبيبه بل اقل
فى ذلك الوقت ، كان الاطباء معظمهم رجالاً ، و طبيعة نساء بلدتى الصغيره كانت تأبى التعامل مع الرجل حتى ان كان طبيباً ، لذلك راجت مهنتى و اكتسبت احترام كل من حولى ، و كانت جهودى تتركز فى التوليد و متابعة الاطفال ، عملت كرائده ريفيه فى القرى المحيطه ببلدتى و فى كل مكان كنت اكسب الكثير من الحب و الاحترام

ولكن

لم اتزوج ، مات والدى ، و تبعته والدتى راضية عنى لكن حسيرة

فتاه فى الخامسه و الثلاثين فى ذلك الوقت كانت ماساه

لكن لم قد اكون مطلوبه من الرجال
انى اعمل ، و كان ذلك عاراً
كما انى لست جميله ، و لست غنيه ، و مشوهه القدمين
و فى وسط ذلك كله ، حدثت المعجزه

احببت

شاب فى الخامسه و العشرين ، اسرنى بعينيه ، و احببته دون ان اعرف عمره و ان كنت متاكده انه يصغرنى بكثير

و طلب الى الزواج

ترددت كثيراً و استشرت صديقاتى اللائى كان بعضهن مثلى تماما بدون ونيس

وكان مجمل ردودهن انى يجب ان اوافق ، حتى لو عشت معه سنوات قلائل ، اهو احسن من مفيش على حد قولهن
اغمضت عينى عن طمعه الظاهر فى دخلى ، و عن تطلعه للسفر معى للخارج حيث كنت رشحت للعمل خارج مصر ،
و تزوجته

وساعة عقد القران عرفت عمره الحقيقى ، ياااه ، عشر سنوات فرق ؟
هل سيتحملنى حين اكون فى الخمسينات و هو لازال فى عز الاربعينات ؟
للاسف لم اتساءل تلك التساؤلات وقتها
اعمتنى الفرحه بذلك الشيخ المعمم و دفتره اللذان حلمت بهما ليال طول

سافرت معه للسعوديه ، او بمعنى اصح سافر هو معى
و هناك عملنا باقصى طاقتنا
مرت ايام عسل و سنين شقاء
و معايره عند اى هفوه بعاهتى و سنى و اكليل على رأس احزانى ......... عدم قدرتى على الانجاب
اديت العمره مرات و حججت مرتين و ذلك كان مكسبى الحقيقى من تلك الرحله

و اعاننى الله على تحمل اقدارى صابره الى ان عدنا الى مصر بثروه ، صحيح انها تافهه لكنها كانت بالنسبة لنا ضخمه جدا
اشتريت شقه و عشنا فيها سوياً ، و كنت وصلت للخامسه و الاربعين ، وهو فى الخامسه و الثلاثين
و احسست باحساس الانثى الذى لم تحرمنى منه عاهتى او حتى عقمى ، انه يريد الزواج

بكيت

ليال طويله ، كم حلمت بالانجاب ، كلما ولدت امراة و رايت طفلا صغيراً يبكى على يدى ، حلمت بان يكون لى مثله

و الان يجب على ان اختار ، هل اشرب على القذى و ارضى بزواجه الذى بدأ يصرح فى رغبته به
ام
انفصل عنه و امضى باقى حياتى وحيده

لا اخ ، لا اخت ، ليس هناك الا صديقه واحده ظلت معى من ايام المعهد و لم تتزوج
لكنها كانت محاطه باولاد و احفاد اختها اللاتى ربتهم معها و يعتبرونها كام لهم

لكن انا ، من لى اذا تركته
و بعد تفكير طويل
وافقت على زواجه ، بل و ساعدته ببعض مالى الخاص كي يتممه

و ابتلعت مراراتى و هو يقضى عندها معظم الايام ، بدون اعتراض
فهى العروس الجديده الشابه
و انا العجوز التى اكل عليها الدهر و شرب
لذا اخذت حصتى فى الايام تتضاءل
حتى اصبح يزورنى مره و احده اسبوعياً لياخذ منى مالاً ينفقه عليها
و اكتفيت بتلك الزياره ، ان اجد من يطرق على الباب كان منتهى املى

و دخل على ذات ليله متهللاً : ان زوجته حامل

صدقونى لم احس بمراره ، و ياللغرابه ، احسست انه ابنى و ان القادم حفيدى
و هنأته من قلبى بل و ذهبت لزوجته و هنأتها

و اخذت تنظر الى نظرات احتقار ممزوجه باشفاق اعرج ، كأنها ترثى لعجزى و تقدمى فى السن ، و نظراتها لزوجها تنم عن سؤال واحد يتردد
ما الذى اعجبك فيها ؟

و حين حل ميعاد ولادتها ، طلبت من زوجى ان اساعتدها فى الولاده
رفضت هى بعنف ، كانت تتخيل انى ساخنق الطفل او اقتله حتى احرمها املها

سامحها الله ، كنت وصلت لمرحلة الاحساس بان حسين هو ابنى و ليس زوجى ، و هى زوجة ابنى ، لكن هيهات ان تحب احداهن حماتها ، ناهيك عن ان تحب ضرتها

و مرت الايام و السنوات ، عشرون عاماً بالتمام ، اعتدت خلالها ان اساعده بمالى كلما استطعت حتى يربى الخمسة ابناء الذين انجبهم بعد ان اضاع كل مدخراته و معظم مدخراتى فى مشروع فاشل ، و كنت اسمع حديثاً من خلف ظهرى عن تمنى زوجته لوفاتى حتى ترثنى ، و حتى تنفك ضيقتهم على حد قولها ، لكنى رغم ذلك لم اطلب الا ان يسامحها الله
و افرح باليوم الذى يحضر فيه لرؤيتى و معه احد ابناؤه ، و اصبح ابناؤه ينادوننى تيته ، كم كانت سعادتى غامره بذلك النداء
و حين لاحظت زوجته انى انفح من ياتى معه من ابناؤه بعضاً من المال
اصبحت تتعمد ان تبعثهم معه فى كل مره ، و انا ازيد من النفحات حتى لو لم اجد ما اكله ، يكفى ان اجد من يحبنى و يدعونى تيته

و فى يوم ، دخل على و الحمى تأكله ، و حرارته تتجاوز الاربعين
هلعت عليه ، و اخذت امرضه و اجرى له الكمادات و الاسعافات
لكن بعد دقائق
صعدت روحه الى بارئها


يا سبحان الله ، اردت ان تمد عمرى بعده يا رب و قد كانوا يتمنون موتى انا
من لى بعده الان ، من سيطرق باب منزلى ، خاصة بعد وفاة صديقتى الوحيده وسط احفاد و ابناء اختها

حين اموت ، هل سيعلم احد بموتى ؟
هل سيحسون بى ؟
ام ستتحلل جثتى فى مكانها دون ان يفتقدنى احد ؟

لا ، لن يحدث ، بعد العزاء ، ذهبت بنفسى اليها

الى ضرتى
و لأول مره اجد فى عينيها نظرة اخرى غير تلك النظره المتكبره
نظرة انكسار
كان منزلها ضيقاً رطباً ، بعكس شقتى
طلبت اليها انت تأتى لتعيش معى
رفضت ، معلنه انى تعودت على وحدتى و ان الاولاد سيسببون لى الازعاج

كان لديها بعض الحق ، لم اكن لاتحمل فى سنى هذه دوشة الاطفال و صخبهم
لذلك قررت ان امدها بمصروف شهرى ، و ان اتنازل عن نصيبى فى معاش زوجنا لها و لاولادها

لاول مره اراها تبتسم فى وجهى ، و احتضنتنى قائله ، انها ظلمتنى كثيراً لكن حسين طالما دافع عنى

لكنى فى المقابل طلبت اليها طلباً و احداً
ان يمر على كل يوم احد ابناءها للاطمئان على ، حتى لا اموت وحيده ، و اوصيت لابناءها بكل ذهبى و مالى بعد ان اموت

مرت الايام ، عشرون عاماً بعد وفاة حسين ، تزوج فيها ابناؤه ، و جهزنا البنات انا و ضرتى سوياً ، لم اصدق ان اعيش حتى اتخطى الثمانين ، و اصبح ابناؤة ياتون لزيارتى و معهم ابناؤهم ، كان بيتى هو بيت الجده ، مثل بيت امهم
بل انها بعد زواج ابناءها جميعاً ، اختارت ان تاتى لتعيش معى فى بيتى

ادفع بالتى هى احسن عسى الذى بينك و بينه عداوه كانه ولى حميم

تلك كان حكمة الايام التى تعلمتها ، و ها انذا ، فى عامى الرابع و الثمانين ، اقضى وقتى فى الصلاه و ذكر الله ، و اذهب لرحلات المسنين مع اختى او ضرتى السابقه
اللهم احسن ختامنا جميعاً يا الله
----------------------------------------------------------------------------------------
طبعاً النهايه لم تكتبها الشخصيه
ساكتبها انا ، توفيت بعدها طنط عيشه ، راضيه مرضيه ، عسى الله ان يغفر لها و يرحمها و لن اتوقف عن الدعاء لها يوماً

كيف عرفتها ؟
كانت اول وجه قابلنى حين اتيت الى الحياه ، كانت هى من جذبتنى من بطن امى حين حانت ولادتها ، و اتت هى بدلاً عن خالة والدى صديقتها الوحيده رحمة الله عليها ، لانها كانت مسافره فى ذلك الوقت
و قد عرفتها و انا طفله ، و سألت خالة والدى عن حذاءها الغريب ، و لما ذا لا تخلعه الا حين الصلاه و تحرص على الا اراها تخلعه ؟
و ردت على جدتى ( خالة والدى لكن هى جدتى الحقيقيه ) بقصتها و ما جرى لها
عسى ان يتعلم الانسان و يعتبر
انها رحله ، ندخلها و نخرج منها
ترى من فينا سيكون له فيها أثر ، و سيدعو له الاخرون بعد وفاته ؟
احرص على عمل الخير ، عسى ان تجد يوماً ما من يدعو لك ، حتى دون ان يعرفك
لانى متأكده انكم جميعاً ستدعون الان لهذه السيده العظيمه بالرحمه

ده لينك القصه على جروب حواديت
للى يحب يسيب تعليقه هناك
http://www.facebook.com/topic.php?topic=5302&post=23885&uid=13903312282#post23885

8 التعليقات:

غير معرف يقول...

ياااااه
هو فى ناس كده
الله يرحمها و يرحمنا جميعا
آمين

ايمان اسامه محمد عواد يقول...

شكرا لتعليقك
و فعلا فيه ناس كده
بس زى الجواهر المدفونه فى التراب
عشان ما حدش بيفتكرهم للاسف
ربنا ادانى نعمه انى اقدر افتكر
و اقدر اكتب
و ارجو انك تتابعنى دايما

غير معرف يقول...

allah yr7amha
di begad sa3b awi nela2i zayaha felzaman da
maged elzanfaly

ايمان اسامه محمد عواد يقول...

شكرا يا ماجد و هى فعلا ست نادرة الله يرحمها و يكرم مثواها

غير معرف يقول...

Iman... i may have never mentioned that on face book but u and i might after all be relatives... my grandmother is from the same family 3awad
but i also guess it's a common name in sharkya
but let me ask ... did u really really really live with such an angel?

ايمان اسامه محمد عواد يقول...

روبى حبيبتى
عيلتى مش اسمها عواد اسمها سليم التلاوى
و محمد عواد ده اسم جدى
و طنط عيشه شخصيه حقيقيه عاشت عمرها كله لغيرها
كنت باحبها عشان صديقى خالة والدى زى ما قلت و خالة والدى دى كانت حياتى كلها فى الحقيقه كنت باحبها اكتر من جداتى الحقيقيات
و هى اللى حكت لى كل ده عن طنط عيشه
و بعد وفاة خالة والدى
استمريت اشوف طنط عيشه و ازورها يوم عيد الام
هى اللى شدتنى من بطن مامتى و اول وش شفته فى حياتى حتى لو مش فاكره دلوقت
وشكرا على كلامك الرقيق

Crystal Lobna يقول...

فى ناس كده فى الحياة! ربنا يرحمها و يجعل مثواها الجنة

غير معرف يقول...

الست دي بجد تستحق ان الناس تفضا تفتكرها بكل خير
ربنا يتقبلها في الصالحين

Template by:

Free Blog Templates