الناس كلها متعوده على انها لما تروح تصيف ، تلاقى الجو فى بلاد المصايف احسن من الجو فى موطنهم الاصلى
اه فعلا
ده كان زمان
قبل اختراع التكييف
اللى خلى الانسان فى المصيف يتعذب و يحلم بليله واحده هاديه ينامها فى التكييف
طبعا اهل الاسكندريه حايزعلوا منى ، و يقولولى ليه يا ايمى كده ، ده اسكندريه طراوه ع الاخر
صح يا اهالى الاسكندريه
بس ده فى حالة ان الانسان ينام و يفتح جميع الشبابيك و الشيش عشان تعمل تيار هوا مع بعضها
و ده بيخلى الجو رائع طول الليل ، لكن مع الجو الرائع ، الناس على البحر ما بتنامش
على راى الروايه الشهيره
لا احد ينام فى الاسكندريه
لدرجة ان اختى مره قعدت تراقب البشر على البحر لمدة اتناشر ساعه متواصله
و توصلت لنتيجه رائعه
ان الناس دى متمسمره فى البحر و الشاطىء
ما بيتحركوش و ما بيناموش
و طلبت منى تدخل البلاج بنفسها عشان تتاكد انهم بجد مش ماكيتات دعايه زى بتوع المدن الجديده
و الناس اللى ما بتنامش دى مش لازم تعمل دوشه
طبعا لازم
ولما ما بيناموش بيعملوا دوشه جامده جدا
مصيفين بقه و فرحانين
طيب يا ايمان ما تناموا الصبح لما الناس دى تروح
ايوه لما الناس دى بتروح ، بييجى ناس غيرهم ورديه تانيه يعنى
ده بالاضافه ان الشمس بتيجى و تسلقنا زى البيض
و نفضل كلنا ننتقل من اوضه لاوضه حسب اتجاهات الشمس ، لدرجة انى كان ممكن اخترع الساعه الشمسيه لو ما كانش حد سبقنى و اخترعها
لانى اصبحت فى اى لحظة اقولك الساعه كام بمجرد ما اشوف الشمس فى انهى اوضه
و للاسف ما كنتش رايحه الهولوكست ده لوحدى ، كان ممكن استحمل ، لا كان معايا اولاد اخواتى و اخواتى
و العيال دى عمرها ما شافت حر
و لا عمرهم ناموا ببيجامه كت او نص كم
دايما باكمام عشان التكييف فى البلاد العربيه مركزى
و هما كلهم متربيين هناك
و بناتى كمان ، لو ما سمعوش زنة التكييف ما فيش نوم خالص ، ده غير انهم اصبحوا بيستحموا كل خمس دقائق عشان الحر
و العيال الصغيره كلها لابسين بنطلون بيجامه و فانله حمالات من فوق و شعرهم لازق على راسهم و شكلهم بيئه بيئه بالمضبوط
قلت معلش يا ايمى اشترى مروحه
ايه المروحه دى ، ده اختراع فاشل فاشل
و كل اللى بتعمله انها بتطير الدبان
اه اصلى نسيت اقول ان فتح الابواب و الشبابيك بيؤدى لدخول الدبان
مع ان البواب حلف ان الدبان عمره ما يطلع الدور الستاشر لما جيت اشترى سلك للشبابيك
لكن الظاهر الدبان بيطلع فى الاسانسير و يدوس الزرا ر كمان
و بما انى لم احضر عائلتى باكملها لتتعذب معى فى بيتى الجديد بالاسكندريه
كان لزاماً على ان اقوم بتركيب تكييف فى الشقه
ان شالله واحد كبير فى الرسبشن يخفف الحر شويه و خلاص
و اتصلت بعدد من الشركات اللى كانت بتسالنى من غير معاينه كده عايزه تكييف كام حصان ، كان كل مصرى اصبح خبير خيل فى لحظه واحده
و كان سؤال اكثر من شركه ليس هدفه اقل سعر
بل هدفه الاساسى ، اسرع تركيب
و بالفعل تعاقدت مع الشركه التى اعطتنى ميعاد فى اليوم التالى مباشره للتركيب
و بدات الحكايه
جاء العمال الساعه الثامنه مساء ، و بعد شد و جذب و مناقشات قرروا مكان التكييف و مكان الكومبرسور فى البلكونه
و لما طلبت وضع الكومبرسور على السور
هددونى انهم كده لازم يشيلوا السور و يركبوه تانى
خفت جدا عشان ممكن يركب اى كلام و انا فى الدور الستاشر و ما عنديش استعداد اخاطر
و سبتهم يشتغلوا
لقيت واحد فيهم شايل هيلتى ( شنيور كبير جدا يستخدم لخرق الخرسانه ) و دخل الرجل فى الحائط بالشنيور و ظل يحفر مده طويله جدا و فوجئت بعد هذا الحفر
ان الافندى دخل فى حيطه بالطول ، مدماك طوب يعنى عشان كده ما خرجش من الناحيه الثانيه
و تم صناعة تل رمل احمر صغير
و عندما تنبه للخطا
وعدنى باصلاحه
و الحمد لله قعد يركب التكييف بدون تفاصيل كثيره ست ساعات متواصله ، من الساعه تسعه مساء الى الساعه الرابعه فجرا
و اصبح العمال عشره و العيال تلعب معاهم و ينادوهم باسماءهم ، حتى الشغاله حفظت الشاى بتاعهم فى كام معلقة سكر
و بعد ان انتهوا و مشوا و العيال عملوا احتفال رائع بالتكييف الذى اشتغل و الحمد لله
فوجئت ببركة مياه فى البلكونه تحت الكمبرسور ، و ايضا ان جميع المواسير لم يتم عزلها بالشريط و تركت لتصدا فى هواء الاسكندريه الرطب
طبعا اول حاجه عملتها لما صحيت من النوم
انى اتصلت بفرع الشركه فى الاسكندريه اللى اعتذروا لى بشده
و ارسلوا نفس عمال امبارح و معهم خبير اجنبى و مهندس كبير اوى
و عملوا التالى
فكوا التكييف بالكامل و الكمبروسو و اعادوا تركيبه باكمله مره اخرى
عشان كان راكب غلط خالص و اخر عك وفى تلك المره اصررت ان يتم تركيبه خارج البلكونه عشان الدوشه
و بعد الاعتذارات المريره من جانبهم طالبونى بربعمية جنيه تطويل مواسير
لطمت على وشى
يخربيت كده ، انا مالى ، غلطاتهم انا ادفع تمنها ليييه
لو كنت فى اى مكان محترم فى العالم كان ممكن ارفع عليهم قضيه و اكسبها
و اقسمت بالله العظيم انى لن ادفع
ولما كلمنى مدير الفرع فى التليفون بطريقه مش عاجبانى
قلت له شوف يا باشا تكييفك اتفك خلاص
ابعت خده و ادينى فلوسى
بيس يا مان
طبعا الراجل خاف منى عشان حس انى مجنونه
فسكت تماما و لم يطالب بقيمة المواسير
و التركيب خد برضه ست ساعات هذه المره
رغم انى ركبت تكييفات شقتى باكملها فى القاهره فى ساعتين بس
و حمدت الله للمره الثانيه و العيال عملوا احتفال اخر و اشتغل التكييف شغل جميل جدا و الحمد لله نمنا فى سلام و امان
و صحيت الصبح فرحانه انى عرفت انام و لسه جايه امشى تحت التكييف
لقيت نفسى ماشيه فى بركة مياه بداخل الرسبشن و جزء من الماء دخل فى التلفزيون من الخلف
الى هذا الحد لم استطع الاحتمال ، الحقونى يا ناااس التكييف حايموتنىى ى ى ى ى
رن جرس الباب ، و جدت جارى فى الدور التلاتاشر يشكو ان خرطوم التكييف بينقط ميه عنده فى البلكونه
دخلت احاول اجيب الخرطوم باستخدام مقشه عشان بعيد عنى شويه
لقيت جارتى اللى تحت طالعه تزعق
انتم يا للى بتنفضوا المقشات ع الصبح
فى حاجات حاتقع علينا
الى هنا و احسست انى مستهدفه
ان الناس كلها مضطهدانى و مش طايقانى و جايين عشانى مخصوص
و كنت حاعمل زى حلمى فى الفيلم الجديد
و ادخل اكتب على اللاب توب :
عزيزى رئيس الجمهوريه ............. نرجو التكييف حايموتنى
ثم فكرت فى شىء اخر
رحت جبت العقد اللى انا كاتباه مع الشركه و رقم موبايل على العقد اتصلت بيه مباشرة
رد على راجل محترم اخر حاجه
قلت له انا ايمان بتاعة التكييف
رد : ايمان مين يا فندم
قلت : بتاعة الاتناشر ساعه تركيب
و لقيته ما يعرفش حاجه عن مشكلتى الاليمه اللى الدمعه فرت من عينيه لما حكتهاله بتفاصيلها الاليمه
لكنه تعاطف معايا جدا و اتصل بمدير فرع الاسكندريه و انا معاه ع التلفون و طلب منه ييجى بنفسه يصلح الخطا الاخير
و بالفعل بعد نصف ساعه لقيت الشركه كلها عندى بخبراءها و عمالها و مديرها بنفسه و حسيت ان الشركه خلاص حاتفتح فرع تانى عندى فى البيت ، كان ناقصهم بس الفراش بتاع الفرع
و لما ا دخلوا طبعا عملنا الشاى و الكركديه ما خلاص اصبحوا عشره
و كل واحد فيهم عرفت بيحب يشرب ايه بكام معلقة سكر
الله يجازى الشاى الدلما
الظاهر هو السبب اللى بيخليهم ييجوا عندى تانى
و بدلا من ان اغتاظ او اتنرفز عليهم
و جدت نفسى و ياللسخريه
اضحك ضحك هستيرى
و قلت لهم يا جماعه انا حاسه ان ده التكييف الوحيد اللى عندكم فى الشركه ، ماهو بالطريقه دى مش حاتلاقوا وقت تركبوا غيره
و وجدتهم هم ايضاً بعد ان كان على وجوههم الاسف و الالم
يغرقون فى الضحك
و يتعجبون من ان هذه الحكايه لم تحدث ابدا مع غيرى
انا بس
و طبعا انا طمنتهم ان ده عادى عندى ، مافيش حاجه تحصل عادى كده لازم كل حاجه تبقى معرقبه كده و منيله بنيله هاهاها ، و كان نفسى اديهم لينك المذكرات دى عشان يعرفوا بنفسهم حياتى البائسه
المهم اكتشفوا هذه المره انهم نسو ورقة الضمان بداخل الجهاز
عشان كده انكتم و جاب ميه
وشويه و كان ممكن يجيب زيت كمان
و حسيت انى لازم اعمل ليله لاهل الله
بمناسبة نجاتى انا و اولادى من التكييف
عارفين انا طلعت اتصلت بمين
رئيس مجلس ادارة الشركه شخصياً ، الاستاذ ميراكو كارير هاهاها
و ان حظ اللى ركبوا التكييف طلع منيل بنيله و كان هو موجود بنفسه للرد على بس برضه لازم اشكر هذا الانسان
عشان هو انسان محترم
و ودعت عمال التكييف بكل الم ، و انا باجيب زير عشان اكسره وراهم
و اخلص من الموال ده
و طبعا كانت اجازتى انتهت و كان المفروض ارجع القاهره ، لكنى قررت امدها بضعه ايام ، نقاهه يعنى
عشان ارتاح من التكييف و اللى جرالى منه
كل سنه و انتم طيبين
لينك التعليقات على الجروب
احلى حاجه عندى اسمع تعليق منكم