الخميس، 6 نوفمبر 2008

شخصيات فى حياتى : الشخصيه الخامسه ( كل الحب )

فى هذه السلسله ، ساتحدث باسم الشخصيه ، و فى النهايه قد اذكر ارتباطى و علاقتى بها او قد لا اذكر لكن فى النهايه هناك شخصيات فى الحياه تستحق الوقوف امامها ، للتساؤل ، و التأمل ، و للتعلم
-------------------------------------------------------------------------------------------
ولدت لاجد نفسى الابن الاصغر لاسره كبيره ، ابى و امى و ثلاث اخوات بنات
و كم من الحب يحيط بى من كل جانب ، امى الحبيبه ، و اخواتى و كانهن امهاتى هن الاخريات ، هذه تغير لى ملابسى و الاخرى تاخذنى معها للنزهه و الثالثه تساعدنى على ربط حذائى
و علمت بعد وقت انى كنت سببا فى سعادة امى ، كانت تتمنى ان يكون لها طفل ذكر ، مثل اى ام ، على عكس ابى ، الذى زعمت امى انه فرح لانجاب البنات مثلما فرح عندما ولدت و اكثر
سبب اخر لسعادتها الغامره ، هو انها احست ان الله عوضها بى عن اخى الاكبر ، محمد ، الذى ولد و توفى قبل ان اولد لذلك كانت امى شديدة الخوف على ، كم كنت اتمنى ان يكون موجوداً لالعب معه ، لانى عانيت كثيرا من تاثرى بلعب البنات و انا صغير ، حتى انى عندما ذهبت للمدرسه كنت لا استطيع الرد على من يشتمنى ، كنت معتادًا على الادب الزائد فى معاملة امى و اخواتى حتى انى كنت استعمل كلمات يا تفاحه يا مانجا يا جوافه حين اريد ان اشتم احداً
و هناك
فى المدرسه ، و جدت نفسى وسط اقران من سنى ، صبيان و بنات ، بدلا من اصدقائى التخيليين الذين عشت معهم سنيناً قبل دخولى الحضانه ، حيث روت لى امى انى دائما ما كنت العب مع اشخاص غير موجودين ، و احدهم كنت ادعوه شحنه و الاخر سميرغنى ، لا ادرى هى هذه اسماء عفاريت ام ماذا ؟
لم اكن اتصور ان نفس المجموعه من الاصدقاء فى الحضانه ستلازمنى ما بقى لى من عمر ، كان اكبر مخاوفى ان افقدهم ، حيث كانوا اخوتى و اصدقائى فى نفس الوقت
احدهم فقد والده و هو صغير ، و الاخر يحيا وحيداً بعد سفر والديه للخارج ، و الثالث يعانى من قسوة اسرته ، كنت انظر اليهم و احمد الله على ما انا فيه ، عائله تحبنى و دفء اسرى جميل
لكنى مع تقدمى فى العمر و دخولى الثانوى و الجامعه ، بدأت احسدهم ، كانوا يتمتعون بقدر اكبر من الحريه ، ليكونوا معاً ، اما انا فكنت دوماً فى صراع بين حبى لاصدقائى و حبى لاسرتى ، و لم تكن امى تفهم علاقتى بهم ، و حبى لهم ، كانت اعتادت فى تربيتها لاخواتى البنات ان يكن بجوارها طوال النهار ، و لا يعترضن اذا حرمن من الخروج
اما انا فلم اكن كذلك ، كنت ولدا ، و كان تفكيرى مختلفا
و كلما تزوجت واحده من اخواتى ، ازددت اقترابا من اصحابى ، لقد قضيت ليلة زواج اختى الكبرى باكيا فى غرفتها و على سريرها ، و طيلة النهار التالى فى المدرسه كنت اتذكرها و ابكى ، كنت فى الابتدائى لا زلت ، و كل اصدقائى كانوا يعرفونها ، كان ابى احيانا يطلب اليها ان تاتى لدفع المصاريف بدلا عنه لانشغاله ، او لو حدثت مشكله كانت تاتى بدلا من امى
كيف لها ان تتركنى و تمضى و تبيت فى منزل اخر ، لم يكن عقلى الصغير وقتها يستوعب ذلك ، رغم انها كانت تسكن بالقرب منا
و جاءت الضربه الثانيه حين تزوجت اختى الثانيه ايضاُ ، و سافرت للخارج
كم كان مؤلماً يوم وداعها ، امسكت بنفسى حتى اخر لحظه ، ثم وجدت نفسى استدير لاحتضنها مطولا و اتمنى لها كل الخير و دموعى تجرى من عيناى
كانت تلك مشكلتى
دموعى
لطالما كانت قريبه الى الحد الذى كان يحرجنى و يزعجنى ، اذا رايت رجلاً مسكينا او مشهدا مؤلماً او حتى تشاجرت مع احد افراد اسرتى كانت دموعى تجرى بلا انقطاع ، لانى لم اكن استطيع ان ارد على احدى اخواتى او ان اجعل صوتى يعلو عليها ، لذلك كنت اترك لدموعى العنان
لا تفهمونى خطا ، لانى لو حدث و تعرض لى او لاحدى اخواتى شخص ما خارج الاسره ، فانى لم اكن اشعر بنفسى الا وانا اضرب المتسبب فى الاذى ، لم اكن ابداً اشتم احداً ، اذ ان الشتيمه بالنسبه لى كانت شيئا تافها و حقيرا ، كنت اقول الراجل ما يشتمش ، الراجل يضرب علطول
حدث ذات مره ان اتصلت اختى باسرة عمتى ، و رد عليها احد عمال المكتب ، و ظنها تعاكس و جرحها و اهانها ، و حين وجدتها تصرخ عليه فى الهاتف ، جريت من الداخل حتى انزل اليه ، خبات ماما مفتاح الشقه خشية علي ، لكنى بعد ان عرفت ما قاله الشاب لاختى ، كنت ساقفز من البلكونه و هددت بذلك ، ساقفز يا ماما نحن فى الدور الاول ، لو لم تعطنى المفتاح ، و اضطرت امى لتركى اذهب و هى ترتجف خوفاً على
لكنى ذهبت لذلك الشاب الذى كان حجمه ضعف حجمى ، لم اخف منه بل امسكته من خناقه ، و كدت اضربه ، لكنه تراجع و اعتذر بشده حين علم بما فعل ، وقال لى انه ظنها فتاة صغيره تعاكس
ولم يهدأ لى بال حتى اتى بنفسه لاختى لكى يعتذر اليها
تلك كانت شخصيتى ، كنت شديدا مع اى احد خارج نطاق اسرتى ، لكن معهم هم ، كنت احس انى لا زلت ذاك الطفل الصغير
و عندما كنت اختف مع ماما و تذكرنى احدى اخواتى بان امى يوما ما سوف تمضى و تتركنى ، و ساعتها ساترحم عليها و اندم على انى اغضبتها ، كانت تلك الكلمات اكثر الكلمات اثارة لدموعى
لم اتخيل يوما ان اعيش بغير امى او ابى او احدا من اخواتى
و كم كنت ادعو من اعماقى لكل منهن بالسلامه عند الولادات و عند اضطرار اى منهن لعمليه جراحيه او غيرها
و وصلت للثانويه العامه ، و اخترت القسم العلمى رياضه ، كنت اتمنى الالتحاق بالهندسه مثل ابى و اختى الكبرى ، و كنت نابغه فى الماث بشهادة اساتذتى ، و اكرمنى الله بمجموع كبير مكننى من دخول الهندسه بسهوله ، و كنت اذهب الى الكليه احيانا مع اختى الوحيده الموجوده بالمنزل ، هى بالصيدله و انا بالهندسه
و بعدها انهت هى دراستها و انا لا زلت فى السنه الثانيه
و تزوجت اختى الثالثه ، صديقتى العزيزه و اقربهن الى سناً ، و سافرت هى الاخرى الى الخارج ، و كنت كل عصر حين اجلس لشرب الشاى باللبن ، اذكرها حين كانت تقوم من نومها عصرا ًو تطلب منى ان انزل لاشترى لها بسكويت نايس مع الشاى حتى تستطيع ان تذاكر
حرمت الان من كل تلك الايام الحبيبه ، و اصبحت الطفل الوحيد بالمنزل ، طفل كبير ، لا زالت امه تصر على انه طفل
و كلما سافرت هى و ابى لمكان ما ، تتصل بى كل ربع ساعة لتطمئن انى لم اشتر مخدرات و لم اذهب للكباريهات ، يا للامهات ، لا زالت الافلام تسيطر على تفكيرهن و خاصة انى كنت ادفعهم دفعا للسفر و ترك المنزل
لاسباب اخرى فى الحقيقه ، كنت ادعو اصدقائى جميعاً حيث كان منزلنا واسعاً جدا ، و نضع كل المفروشات جانباً و نبدا فى لعب الكره داخل المنزل ، و بعدها يلعب مجموعه الطاوله و اخرين البلاى ستاشن ، ثم نقوم باخراج ملابس والدى القديمه و نلبسها و ناخذ الصور ، صور انتيكه بعد رسم الشوارب و السوالف و غيرها
لم اقرب الحرام فى عمرى و لا انا و لا اصدقائى و لله الحمد
و بعد ان اصبحت خالا ، احسست بتغيير فى شخصيتى ، احسست بالمسئوليه ، خاصة انى كنت فى ايام الصيف حين تنزل اخواتى البنات اكون مسئول توريد الاغذيه و المشروبات فى المنزل و كذلك الحلاقه للصبيان و حتى كوافير البنات كنت اخذهم اليه ، كان ذلك مصدر فخرى و كانت كلمتى الدائمه انا خال لستة ، ستة عيال زى العسل
كنت اصيف كل عام مرتين ، مره مع اسرتى التى يلتئم شملها احيانا و احيانا ينقصها احدى اخواتى لظروف الانجاب او غيرها ، و مره اخرى مع اصدقائى
بالرغم ان وجودى مع اسرتى كان يضمن لى المكان المريح و اغلى الاطعمه و النزهات بل انى قضيت مره اسبوعاً فى الغردقه مع اختى الكبرى فى غرفه مزدوجه و تلفزيون و ثلاجه ، لى وحدى ، و مع ذلك فضلت ان اذهب لامضى معظم الوقت مع اصدقائى فى غرفه اقل ما يقال عنها انها حقيره ، حتى اتمتع بصحبة شباب فى سنى
حتى وجودى فى الشارع بدون نقود مع اصدقائى كان له طعم اخر
كانت اكبر مخاوفى ان افقد احدهم ، طالما سمعت عن مجموعات من الاصدقاء مات احدهم ، كان ساعتها قلبى ينقبض ، لا اريد ان افقد احدا منهم ، انى منذ الان احمل هم اليوم الذى ستنتهى فيه دراستنا و نتفرق كل فى طريق ، و كنت دائما ما اتحدث عن حسن حظنا لاننا ظللنا سوياً ولم يبتلنا الله بفقد احد منا
و البنات ؟؟
لا ادرى ، كلما حاولت احداهن التقرب الى ، تذكرت اخواتى الحبيبات ، و تذكرت ما يرضينى لهن و ما لا يرضينى ، و كان ذلك يدفعنى دفعا الى عدم اعطاء الامل لاى بنت ، كنت اؤجل ذلك حتى اتاكد انى قادر ماديا و معنويا على الارتباط الدائم بها
و لكنى كنت اتمنى ان ارتبط باحداهن و انا بكامل شعرى ، حيث انه قد بدا ينحسر و يسقط عن مقدمة راسى و كان ذلك وراثيا فى عائلتى و من ضمن اكثر الاشياء التى تخيفنى ، ان اصبح اصلع
اليوم ، اتصلت بى اختى المقيمه بالقاهره و اخبرتنى انها وجدت فيلا رائعه للمصيف هذا العام ، و ان كل اخواتى سياتين فى ذلك العام ، ياه كم حلمت بذلك الصيف الجميل ، الذى يلتئم فيه شمل الاسره كلها معا ، و كل ابناء اخواتى الذين اعشقهم و اعشق نداءهم لى ، خالو خللولى
كما ان والدى قد كان اشترى سياره جديده الصيف الماضى واصبح سفرنا بها متعه وحده
و بمناسبة تلك السياره ، كنت اسير بها فى العيد الصغير فى احد الشوارع ، و اذا بسياره رعناء مسرعه تصطدم بى من الخلف ، و تكسر احد الفوانيس
كنت وحدى ، و هم اربعه من الشباب ، لكنى ترجلت من سيارتى و نزلت بكل ثقه ، و قلت لهم
عربية مين فيكم دول يا واد
و الظاهر افتكرونى ضابط اذ ردوا فى صوت مرتعش : ده احنا ماجرينها عشان العيد يا باشا ، و احنا اسفين اوى
طلبت منهم مفاتيح السياره ، و احتفظت بها معى قائلا : طيب الفانوس ده بتمنميت جنيه ، و حاتدفعوا تمنه ، عارفين لو كان بفلوسى كنت سبتكم ، لكن للاسف دى فلوس ابويا وهو اللى جايبلى العربيه
و بالفعل جمع الشباب من بعضهم الاموال و كان واضحاً انهم اغنياء لكن ليس معهم رخص ، و اخذت منهم النقود و رقم الهاتف و ذهبت الى والدى لاخبره
و فوجئت به يقول : ليه يا ابنى كده ؟ مش مهم العربيه ، المهم انت بخير ، لو سمحت رجع الفلوس دى للعيال حرام ، و انا حاصلحلك العربيه ، مش حاخد عوض من شوية عيال
و نزلت بالفعل مع احد اصدقائى للبحث عن الشباب ، و فى الطريق وسوس لى صديقى ان احتفظ بالنقود ، ثمانمائة جنيه ملكى بالكامل ، ما الذى يمكن ان يحدث
لكنى رددت عليه : بابا وثق فيا ، و مش حاقدر انى اخون ثقته دى ، و بعدين افرض العيال دى محتاجه الفلوس فعلا
المفاجاه انى عندما اتصلت بهم و اخبرتهم ان ياتوا لياخذوا الاموال ، لم يصدقونى ، و كل ما ظنوه ان المبلغ لم يكن كافياً و انى اريد المزيد ، ولم يأتوا الا حين اقسمت لهم انى سارد اليهم الاموال ، و كانت الفرحه فى اعينهم تساوى هذا المبلغ مضروبا فى مليون
كانت تلك السنه الاخيره لى بالكليه ، و بدأت الامتحانات ، و بعد الامتحان ، اتفقت انا و اصدقائى على الخروج ، ثم الذهاب معا للمذاكره و الاستعداد لامتحان يوم السبت ، حيث كانت خطوبة اخت اعز اصدقائنا غداً و لن نستطيع المذاكره غداً بحال ، و اخذت اوراقى و ذهبت معهم
بدأت السهره بعشرين شابا ، و اخذوا ينقصون حتى ظللت انا و اثنين من اصدقائى ، احدهم كان صديقى منذ الطفوله المبكره ، و كان دائما الى جوارى فى كل مواقف حياتى
ضابط ، او على وشك التخرج ليكون ضابطاً ، و اخذ يعد مسدس والده لفرح الغد ، و كنت انا عبر الطاوله اذاكر الهندسه الصحيه ، و فجاه ، احسست بشىء ساخن يخترق ذراعى
رفعت ذراعى لانظر ، ايه ده ، رصاصه اخترقت ذراعى
هلع صديقى و اصطحبنى بسرعه للاسانسير ، و بينما نحن بالدخل ، احسست بسائل دافىء يغرق صدرى ، تحسسته بيدى ، و نظرت كان الدم يغرق صدرى
و لم احس بشى ء بعدها ، فقط رايت صورة امى ، و ابى ، ثم تواترت صور اخواتى ، و اولادهن ، و صور من حياتى ، ما الذى يحدث ، ما هذه البروده التى بدأت تعترى اطرافى
اشهد ان لا اله الا الله و ان محمداً رسول الله

لو كان فيه حاجه فى الدنيا اسمها حب
يبقى هو ده بالضبط اللى فى قلبى تجاه احمد
الشخصيه دى ، اخى الحبيب رحمة الله عليه
للاسف ، لم نذهب معاً للمصيف ذلك العام ، و لا الذى بعده ، كل الاشياء فقدت طعمها
ايضاُ لم يفقد احمد اصدقاءه ، ظلوا معه حتى اخر لحظاته ، حرفياً ، حتى نزل تحت التراب ، و لا زالوا يداومون على زيارته
لم يفقد احمد شعره ، و لم يصلع ، و لم يخطب ، و لم و لم و لم
عسى الله ان يعوضه عن شبابه خيراً
، اهداء ليه عشان هو حبى كله
الحب مش بس حب الخطيب و الحبيب ، رسالتى ليكم كلكم النهارده بمناسبة ما يسمى عيد الحب

قدروا هبة الحياه ، و هبة وجود احباءكم الى جواركم ، و هبة استمتاعكم برؤيتهم حتى لو كل حين ، قد تكون الفتاه منتظرة على نار فى بيت اهلها حتى يتم زواجها ، و يلتئم شملها على من تحب و كذلك خطيبها ، لا يكاد يتحمل الانتظار حتى يجمعهما العش السعيد
و بعد زواجهما ، تتذكر الايام الحبيبه وسط الدفء و الاسره ، و افطار يوم الجمعه و صوت سورة الكهف ، و يتذكر هو اخاه الصغير و قد احضر الخبز من الفرن و صراخه حتى لا يستهلك الاخ الاكبر كل ما بقى من الماء الساخن قبل الصلاه و تلك الضجه الحبيبه و الايام الفائته
لا تجعلوا للحب عيداً ، ولا يوماً واحداً
احبوا بعضكم كل لحظه ، و ادعوا لاحباءكم بطول البقاء طالما كانوا على وجه تلك الارض و بالرحمه لو كانوا غادروها الى مكان افضل

القصه مصوره لمن اراد مشاهدتها و التعليق عليها ، و نرجوكم الدعاء
http://www.youtube.com/watch?v=5xwwujwwsCc

Template by:

Free Blog Templates